الشاي الجزائري يفتقد نكهة النعناع

**الشاي الجزائري يفتقد نكهة النعناع**

فسرت النظريات السياسية وحللت بكل الأساليب والتقنيات أهمية وجود الأحزاب السياسية في أي نظام سياسي، كما وضحت وحددت أهدافها وأسباب وجودها، غير أن هذه التفسيرات والتحاليل بقيت دون مستوى التعميم الكلي الذي يمكن عن طريقه إسقاط هذه التفسيرات على كل الأنظمة السياسية بكافة أطيافها جمهورية أو ملكية، ديمقراطية أو أوتوقراطية، دينية أو مدنية؛ متقدمة أو متخلفة. لذلك يمكنني أن أقول أنني طورت مقاربة نظرية لتفسير النظام الحزبي في الأنظمة السياسية الجمهورية التي تنتمي إلى العالم غير المتقدم - حتى لا أقول الثالث الذي لا أؤمن به أو المتخلف الذي يزيدنا إحباطا على إحباطاتنا المتتالية – وإن كانت هذه المقاربة تميل إلى السخرية وتبتعد عن الطابع العلمي الأكاديمي؛ ولكنها في رأيي تعبر فعلا عن واقع الأنظمة الحزبية في هذه الدول.
مقاربتي هذه تعتمد على عدة متغيرات - وهي المعايير- كما كل المقاربات؛ تحريت فيها أن تشمل كافة أهداف وجود هذه الأحزاب وأدوارها التي من المفروض أن تلعبها في الساحة السياسية، وأسميت هذه المقاربة:

>>المقاربة الخضراء لتعرية زيف الأحزاب الصفراء<<
**تعتمد هذه المقاربة على تمثيل الدولة بالأرض وهذه الأحزاب هي الجزء الأخضر فيها أو الذي من المفروض أن يكون كذلك والمتمثل في النباتات والأعشاب والأشجار وكل شيئ أخضر**

وهذه المعايير هي:
/1- معيار الانتشار والتمثيل الوطني للحزب.
/2- معيار مشروع الحزب وحقيقة وجوده.
/3- معيار الثقافة السياسية والإنتاج العلمي لقيادات الحزب.
/4- معيار النشاط والعمل الميداني خلال السنة.
وبعد التحليل والتجريب والتحري العلمي الرصين توصلت إلى النتائج التالية، فتابعوا جيدا هذه النتائج المبهرة التي توصلت إليها الدراسة عن طريق استخدام هذه المقاربة الخضراء:
أ‌- بالنسبة للمعيار الأول فقد وجدت الدراسة أن سكان الشمال لا يسمعون بنبتة اسمها " بعصوص الفار"، كما لم يتعرف سكان الجنوب على نبتة اسمها.. "البسـ...؟، الفسـ...؟؟" آآه لم أتذكرها لأنني أصلا من سكان الجنوب هه؛ كذلك بالنسبة لسكان الغرب الذين لم يتعرفوا على عدة أنواع من النباتات والأعشاب التي يسمع بها سكان الغرب، لذلك بقيت أياما وأيام وأنا أحاول أن أتنقل بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب علّني أزيد من نسبة النباتات المتعرف عليها إلا أنني لم أفلح في ذلك؛ بل إنني عجزت مع نبتة شبه خضراء لم يتعرف عليها أي من سكان الجهات الأربع ..؟؟ فقط بعض النباتات والأعشاب التي تعرّف عليها كل السكان وهي لم تتعد الثلاثة وهي: "الزنباع"، "الفقاع"، "النعناع".
ب‌- أما معيار مشروع الحزب وحقيقة وجوده فقد انبهرت بالنتائج التي توصلت إليها فتصوروا أنني وجدت نباتات لا يمكن أن تعيش على امتصاص جذورها للماء الموجود في الأرض بل يجب أن تسقى يوميا ووجدتها موضوعة في أصيصات موضوعة على شرفات المنازل يعتنى بها بطريقة شبه يومية، ووجدت نباتات أخرى توضع داخل البيوت للزينة ولتحسين ديكور المنازل، بل الأغرب من هذا أنني توصلت إلى نبتة مدهشة تعتاش بنفسها ولا يعتني بها أحد والغريب أنني وجدتها تسيّج بعض الأماكن ويضعها البعض سُورًا(زرب) حول منازلهم حماية لها من اللصوص؛ كما تحمي المنازل من العواصف والرياح التي تهب بشدة في هذه الأرض. نبتة أخرى وجدتها في وسط الحقول يقتلعها المزارعون كلما وقعت أعينهم عليها تعتاش على الغير فهي من النباتات المتطفلة - كما تسمى- جذورها كثيفة ومتشابكة تحت الأرض كما أنها ضارة بالنباتات الأخرى وقد عجبت لأمرها تنبت بعد الاقتلاع ولا يكاد يعرف لها المزارعون حلا جذريا.
ت‌- أما المعيار الثالث وهو المعيار القنبلة الذي يمكن أن أسميه المعيار الحقيقي الذي يمكن من خلاله التعرف على حقيقة قدرة هذه النباتات على الصمود وعلى الفائدة التي تجنيها الأرض والمزارعون على حد سواء منها، فقد توصلت إلى حقائق قد تجاهلها البعض أو لم يبنوا عليها مقارنات منطقية تمكننا من تعرية الحقيقة المطلقة وهي أن العديد من النباتات والأشجار التي تنموا على هذه الأرض؛ وحتى التي تعرّفت عليها الجهات الأربع؛ شمالا وجنوبا شرقا وغربا، ليس لها فائدة ذات قيمة معتبرة ... فالعديد منها ليس لها ثمار وبعضها لا تزهر حتى!! وكيف يمكن تفسير هذا؟ شجرة ذات انتشار واسع لا تزهر! شجرة ذات انتشار واسع لا تثمر! المزارعون ينتظرون هذه الثمار حتى يتأكدوا من أهمية هذه الشجرة وحتى يعوّلوا عليها في المستقبل لتصبح منتجهم الاستراتيجي.. صدقوا أو لا تصدقوا أنني وجدت بعض المزارعين يزرعون هذه الأشجار التي لا تثمر ولا يأبهون للثمار .. هو مشهد رأيته بأم عيني وعجزت عن تفسيره تماما.. حتى أنني شككت في قدراتي التحليلية؛ الغريب في الأمر أن أغلب المزارعين يدعمون هذه الأشجار ويلتفون حولها ويقدسونها بشكل خرافي!! ما الغرض من ذلك؟... لا أعرف..وقد استطعت أن استنتج أنها عادة تعودوا عليها ولم يبنوها على اقتناع رصين.
الشيء الوحيد الذي أثلج صدري أنني وجدت أشجارا ذات رائحة زكية وثمار طيبة تنموا بالقرب من تلك الأشجار وفي بعض الأماكن تنموا بينها؛ ثمارها طازجة تجنى باستمرار وبدون انقطاع ولا أدري لماذا تحب هذه الشجرة أن تسقط ثمارها يوم الثلاثاء على الخصوص؟؟؟ غير أنني وجدت المزارعين يتناقشون بصوت عالي مرة وبصوت خافت مرات .. اقتربت منهم فسمعت جدلهم يدور حول جدوى إبقاء هذه الأشجار المثمرة بين تلك الأشجار وأهمية إخراجها إلى حقل آخر لتنمو بحرية أكثر وتكبر ويزدهر إنتاجها بشكل أفضل، وتركتهم يتجادلون آملا أن يجدوا حلا لهذه القضية.
ث‌- بخصوص المعيار الأخير فقد تهاطلت عليّ النتائج كشلالات نياقرا وذلك لسهولة إخضاع هذا المعيار للاختبار والتجريب، فقد اختلفت النباتات والأشجار اختلافا واضحا يمكن من خلاله تحييد النباتات الموسمية وانتقاء النباتات المتواجدة خلال طول السنة من بينها.
وجدت من بينما وجدت؛ نبتة خضراء لم أتعرف على اسمها كونها تنبت في الشمال وأنا من سكان الجنوب كما تعلمون؛ ولما سألت عليها قيل لي أنها تنبت فقط حين هطول الأمطار كل خمس سنوات وتذبل مباشرة بعد ذلك، وبينما أنا أمشي بين الحقول وقعت عيني على بركة ماء عكر، ووجدت نبتة تحاول النمو داخل هذه البركة، سألت أصحاب الاختصاص فأخبروني أنها نبتة فاسدة تنمو أينما وجد الماء العكر؛ فقلت -سبحان الله- نبتة خضراء ولا تستطيع العيش في الأماكن النظيفة والماء النقي!!؟ وعلى الرغم من كل هذه المناظر المحزنة والمخيفة في نفس الوقت إلا أنني صادفت أيضا نباتات وأشجار خضراء طول السنة؛ بل إن من بينها من تثمر على مدار السنة فتعجبت لأمرها وسررت به في نفس الوقت.
وكخلاصة للمقاربة الخضراء يمكنني أن أقول أن النتائج المتوصل إليها والمتحصل عليها عرّفت العديد من المجاهيل ووضعت النقاط على العديد من الحروف وحاولت أن تستقرئ هذا الواقع المرير الذي تعيشه هذه الأرض والتي أصبح فيها الشاي يفتقد إلى نكهة النعناع حقاً....!!

**الشاي الجزائري يفتقد نكهة النعناع** Successful03

كم انت مبدع دائما تغيب وتغيب وعندما تضهر تكون كالبدر تبهر

مقالة متميزة

من يقرأها مرة ... لن يفهمها 100 /100

**الشاي الجزائري يفتقد نكهة النعناع** Post-20628-1188455646

**الشاي الجزائري يفتقد نكهة النعناع** Post-20628-1188455577

» الجزائري هو....
» الجزائري والماريكاني واش الفرق؟؟
» قاطو الظفيرة الجزائري
» هدف النتخب الجزائري الوحيد .. ضد المغرب ...
» نتائج الدوري الجزائري للمحترفين